Posted by TAHIR BAKRI,
dimanche 27 mars 2011
,
in
الفنية
الفنية تقدم لكم : فيلم الحال / ناس الغيوان
مجموعةناس الغيوانهي مجموعة موسيقية مغربية، نشأت في ستينيات القرن الماضي بالحي المحمدي.
الرمزية
تعد هذه المجموعة المعادل الجمالي والفني لآلام الشعب المغربي وآماله، فيصعب أن تسأل شابا أو مثقفا أو طالبا عن ناسالغيوان فلا يجيبك، فمهمومة، وغير خودوني، ونرجاك أنا، وسبحان الله صيفنا ولاشتوة، وضايعين ضايعين، والهمامي... وغيرها كثير من أغاني ناس الغيوان تتردد على ألسنة فئات متعددة ومتنوعة من أبناء الشعب المغربي، بل أصبحت هذه الأغاني في مرحلة معينة من تاريخ المغرب، وما زالت هي ملاذ هروب واحتماء، من سياط الفقر وقلة ذات اليد، وانعدام الحريات، وإهانة الإنسان... والمثير في مجموعة ناس الغيوان أنها استطاعت أن تكسب نصوصها الغنائية خلودا فنيا مثيرا، أولا من حيث احتماليتها المضمونية، وثانيا من حيث قوة أدائها الموسيقي، فالاحتمالية المضمونية تتجسد في إقبال الناس عليها باختلاف طبائعهم وأيديولوجياتهم وطموحاتهم.
التناغم
أما قوة الأداء فيظهر في التناغم الرهيب في الإيقاع والقدرة على الاستمرار واستثارة الخيال الموسيقي المتنوع والثري للمواطن المغربي. فالمايسترو علال يقود الجوقة الغيوانية بكفاءة نادرة وانضباطية إيقاعية صارمة، يعتبرها البعض من سلبيات الأداء الغيواني، ونعتبرها نحن من عناصر قوته. وكم تأسفنا لانسحاب الفنان الكناوي عبد الرحمن قيروش ?باكو? من المجموعة، لأن تناغمه وانسجامه في الأداء وفي الخلفية النظرية الموسيقية الغزيرة مع الأستاذ علال حول الغيوان إلى أوركسترا أحلام مدهشة.
وإذا اعتقد بعض المغرضين غير الفنيين أنناس الغيوان انتهت فإنا نذهب إلى عكس ذلك، ونصر على أن المجموعة ما زالت متوهجة وقادرة على العطاء والإبداع المستمرين، لا كأشخاص وحسب ولكن كمدرسة فنية وموسيقية وفكرية ملتزمة ومتماسكة. ويبقى دور الباحثين في التراث الغيواني أساسيا لتطوير حقل الغيوانيات، بحثا وعرضا ونقدا ودعما
الشخصيات
ولكن يبقى دور الأشخاص المشكلين للمجموعة ضروريا بل وحاسما، لأن الإبداع في عمقه فردي وإنساني، فلن ننكر أن المجموعة أصيبت في مقتل بوفاة البلبل المغرد بوجميع،، بفعل ما يتميز به من قدرات صوتية وأدائية رفيعة. وازدادت محن المجموعة مع القدر الذي خطف هذه المرة العربي باطما صاحب الصوت المرخم،. ورغم ذلك قدر الله أن تستمر المجموعة في عطائها بانضمام حميد ورشيد، المنتمين إلى أسرة باطما المبدعة، فلعلهما ورثا سر العربي ومحمد. ويأبى القدر إلا أن يخيفنا ويهددنا هذه الأيام في ركن آخر من أركان المجموعة، بسبب ما ألم بالفنان المبدع عمر السيد، نسأل الله ألا يرينا مكروها فيه، وأن يمتعه بالصحة والعافية، ليعود إلى مجال إبداعه الفني الرفيع، وكم نود أن يتحرك محبو الغيوان وأولاد باب الله، لتشكيل مؤسسة وطنية للبحث في التراث الغيواني، ورعاية الشؤون الاجتماعية لأفراد مجموعة ناس الغيوان وذويهم، فذلك أقل ما يمكن أن يقدم لهؤلاء الفنانين الأحرار الذين أمتعوا المغاربة والعرب، وساهموا في حماية..الذوق الفني من السقوط والابتذال وتفاعلوا بحرارة مع هموم الأمة وآمالها.