أم نوال، عائشة، جيهان، جميلة، روز، وعطاف أصوت مسموعة أمام عدسة الكاميرا، مخرسة في الواقع، تتحدثن عن المجتمع وعن الدولة كمعيقات اساسية تحول دون تحقيق ذواتهم الإنسانية. كل منهن تروي جزءا من حياتها، وتعرض مشهدا مختلفا. الا انها جميعا تتشابه في كون الضحية هي المرأة التي تعاني من الغبن والتمييز في كافة مجالات الحياة، فتواجة الصعوبات في الخروج الى العمل، وتواجه سوء ظروف العمل، والتمييز في معدلات الاجور، والمصاعب في منالية التعليم، وتعدد الزوجات، وغيرها وغيرها... اضافة الى نظرة المجتمع اليها كأمرأة، ككائن في مرتبة متدنية، خاصة ان كانت المرأة عزباء او ارملة او مطلقة، فتزداد حدة مراقبة سلوكياتها وما يتبعها من آليات فرض الهيمنة وتحويلها إلى جزء غير مستأنف من ثقافتنا.
وعلى الرغم من المصاعب نجد ان كل من هؤلاء النساء تتحدى واقعها، كل حسب طريقتها والامكانيات المتاحة امامها، لتحدث بعض التغيير فيه وتحقق ولو جزء بسيط من ذاتها وطاقاتها. ونحن، في جمعية نساء ضد العنف نقدم لهن جزيل الشكر على الموافقة في الظهور في هذا الفيلم لتوثيق تجاربهن وعرضها أمام الجمهور الواسع لعلها تساهم في تحفيز الحوار المجتمعي والتغيير في مكانة المرأة وواقعها في مجتمعنا.
من خلال عرضنا لفيلم "مشاهد منسية" نصبو الى حث كل منا على الوقوف امام كل المشاهد المنسية التي نمر عنها يوميا، ومراجعة موقفنا وتصرفاتنا حيالها، لعل هذا يولد فينا القناعة بضرروة العمل على تطوير وترسيخ أنماط تفكير وسلوك تنصف المرأة وترى في قمعها وتعنيفها والتمييز ضدها جريمة اجتماعية، وقانونية وأخلاقية، وما ينسحب عن هذه القناعة من رفض لقامعي المرأة ومنفذي الاعتداءات عليها، لكي يتسنى تحقيق المرأة لذاتها ولكي تكتمل تنمية المجتمع ونهوضه.
اخراج تغريد مشيعل
تصوير ومونتاج رامز قزموز
منتج نزار يونس
انتاج الارز للانتاج