لجائزة أفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم، والذي سيحظى هذا العام أيضا بشرف تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى جانب زميلته آن هاذاواي.
يحكي الفيلم، المقتبس عن قصة حقيقية، حكاية المغامر آرون رالستون، متسلق الجبال، الذي يعيش حياته وحيدا بعيدا عن أي علاقات شخصية أو عائلية أو عملية، ويهوى تسلق الجبال، إلا أن القدر يقوده في يوم من الأيام إلى الوقوع بين جبلين، بسبب انزلاق قدمه، بينما علقت يده تحت صخرة ضخمة سيصعب عليه التخلص منها إلا بسحر ما.
نعيش مع رالستون تفاصيل حياته اليومية لحظة بلحظة في موقع واحد، فالرجل يحاول بشتى الطرق النجاة من المأساة التي علق فيها، ويبدأ بالتفكير بعدة طرق للخلاص مما هو فيه، ليعيش هو والمشاهد لحظات صعبة يتداخل فيها الواقع مع الخيال، حتى ليظن المتابع لحياة رالستون أنه نجا بالفعل من الصخرة في بعض الأوقات، ليكتشف لاحقا أنه، وكما بطل الفيلم، يعيش خيالا لن يتحقق.
الفيلم يسلط الضوء بشكل أساسي على أمرين: التحدي الذي يعيشه رالستون، فهو رجل يرفض الموت بهذه السهولة، ويصر على تحدي الواقع، والصبر من أجل تحقيق ما يريد، وفي النفس الوقت هناك الأمر الثاني، ألا وهو حالة الوحدة التي يعيشها رالستون، فهو بعيد عن والديه، وترك صديقته لأسباب مجهولة، ولم يحضر عرس شقيقته، كما أنه لا يمتلك أي أصدقاء مقربين.
نهاية الفيلم، التي لن نناقشها هنا حتى لا نسرق عنصر الإثارة من المشاهدين، تبدو مفاجئة وتأتي في لحظة لن يتوقعها أي شخص، ولكن لا يجب أن ننسى أن هذه الأحداث حصلت بالفعل لصاحبها أرون رالستون الحقيقي، الذي كان يسجل لحظة بلحظة جميع تفاصيل حياته على كاميرا محمولة، كانت هي رفيقة دربه خصوصا في الليالي الحالكة.
شخصية فرانكو جعلت من رالستون شخصا طريفا ومقاوما في الوقت ذاته، وقد أبدع هذا النجم الشاب في إمتاع المشاهد طوال مدة الفيلم التي بلغت 94 دقيقة، وفرانكو ارتكز بشكل أساسي على تعابير الوجه، خصوصا وأنه عالق بين جبلين، وبالتالي تبقى تعابير الجسد بأكمله محدودة بعض الشيء.
إذا، يبقى هذا الفيلم في مصاف الأعمال السينمائية هذا العام التي حظيت باهتمام بالغ قبل حفل الأوسكار، وحتى إن لم يتمكن من الفوز بأي جائزة، فعلى الأقل، حاز "127
ساعة" على قلوب المتفرجين، المتعطشين لهذه الأفلام التي يحركها الرابط الإنساني.